تنام عيني وعين النجم ساهرة ... وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
فهل تعين على غي هممت به؟ ... والغي يزجر أحياناً عن الفشل
إني أريد طروق الحي من أضم ... وقد حماه رماة من بني ثعل
يحمون بالبيض والسمر اللدان به ... سود الغدائر حمر الحلي والحلل فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً ... فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
فالحب حيث العدى والأسد رابضة ... حول الكناس لها غاب من الأسل
نؤم ناشية بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من جبن ومن بخل
تبينت نار الهوى منهن في كبد ... حرى ونار القرى منهم على القلل
يقتلن أنضاء حبٍّ لا حراك به ... وينحرون كرام الخيل والإبل
يشفى لذيع العوالي في بيوتهم ... بنهلة من غدير الخمر والعسل
لعل إلمامة بالجزع ثانية ... يدب منها نسيم البرء من عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقة من نبال الأعين النجل
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني ... باللمح من خلل الأستار والكلل
ولا أخل بغزلان أغازلها ... ولو دهتني أسود الغاب بالغيل
حب السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعاني ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً ... في الأرض أو سلماً في الجو فاعتزل
ودع غمار العلى للمقدمين على ... ركوبها واقتنع منهن بالبلل
رضى الذليل بخفض العيش مسكنة ... والعز عند رسوم الأنيق الذلل
فادرأ بها في نحور البيد حافلة ... معارضات متون اللجم بالجدل
إن العلى حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث أن العز في النقل
لو أن في شرف المأوى بلوغ منى ... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً ... والحظ عني بالجهال في شغل
لعله إن بدا فضلي ونقصهم ... لعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العمر لولا فسحة الأمل