للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إذا قرب المسير من الحمى ... ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع

وغدت مفارقة لكل مخلف ... عنها حليف البرق غير مشيع

سجعت وقد كشف الغطا فأبصرت ... ما ليس يدرك بالعيون الهجع

وغدت تغرد فوق ذروة شاهق ... والعلم يرفع كل من لم يرفع

فلأي شيء أهبطت من شامخ ... عالٍ إلى قعر الحضيض الأوسع

إن كان أهبطها الإله لحكمةٍ ... طويت على الفذ اللبيب الأروع

وهبوطها إن كان ضربة لازب ... لتكون سامعة بما لم تسمع

وتعود عالمة بكل خفية ... في العالمين فخرقها لم يرقع

وهي التي قطع الزمان طريقها ... حتى لقد غربت بغير المطلع

فكأنها برق تألق بالحمى ... ثم انطوى فكأنه لم يلمع

أنعم برد جواب ما أنا فاحص ... عنه فنار العلم ذات تشعشع

حاصل الأبيات الستة أنها لأي شيء تعلقت بالبدن إن كان لأمر غير تحصيل الكمال فهي حكمة خفية على الأذهان، وإن كان لتحصيل الكمال فلم ينقطع تعلقها به قبل حصول الكمال، فإن أكثر النفوس تفارق أبدانها من دون تحصيل كمال ولا تتعلق ببدن آخر لبطلان التناسخ.

للشيخ ابن الفارض

أرج النسيم سرى من الزوراء ... سحراً فأحيا ميت الأحياء

أهدى لنا أرواح نجد عرفه ... فالجو منه معنبر الأرجاء

ورى أحاديث الأحبة مسنداً ... عن أذخر بأذاخر وسحاء

فسكرت من ريا حواشي برده ... وسرت حميا البرء في أدواء

يا راكب الوجنا بلغت المنى ... عج بالحمى إن جزت بالجرعاء

متيماً تلعات وادي ضارج ... متيامناً عن قاعة الوعساء

فإذا صلت أثيل سلع فالنقى ... فالرقمتين فلعلع فشظاء

<<  <  ج: ص:  >  >>