ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئت بصرف الراح
خفت فكادت أن تطير بما حوت ... فكذا الجسوم تخفف بالأرواح
كان الإمام فخر الدين الرازي في مجلس درسه إذا أقبلت حمامة خلفها صقر يريد صيدها فألقت نفسها في حجره كالمستجيرة به فأنشد ابن عنين في هذا المعنى أبياتاً منها:
جاءت سليمان الزمان حمامة ... والموت يلمع من جناحي خاطف
من نبأ الورقاء أن محلكم ... حرم وأنك ملجأ للخائف
الأبيات بأجمعها مذكورة في تاريخ الذهبي.
للمأمون وقد أرسل رسولاً إلى جارية يهواها:
بعثتك مشتاقاً ففزت بنظرة ... وأغفلتني حتى أسأت بك الظنا
ورددت طرفاً في محاسن وجهها ... ومتعت في استمتاع نغمتها الأذنا
أرى أثراً منها بعينيك لم يكن ... لقد سرقت عيناك من وجهها حسنا
أوصى طفيلي ابنه فقال: يا بني إذا كان مجلسك ضيقاً فقل لمن بجنبك لعلي ضيقت عليك فإنه يتحرك ويتوسع مجلسك.
الصفي
ما زال كحل النوم في ناظري ... من قبل إعراضك بالبين
حتى سرقت الغمض من مقتلي ... يا سارق الكحل من العين