إلى كم تمادي في غرور وغفلة؟ ... وكم هكذا نوم إلى غير يقظة؟
لقد ضاع عمر ساعة منه تشتري ... بملء السما والأرض أية ضيعة
أترضى من العيش الرغيد تعيشه؟ ... مع الملأ الأعلى بعيش البهيمة
فيا درة بين المزابل ألقيت ... وجوهره بيعت بأبخس قيمة
أفانٍ بباق تشتريه سفاهة؟ ... وسخطاً برضوان وناراً بجنة؟
فأنت صديق أم عدو لنفسه؟ ... فإنك ترميها بكل مصيبة
ولو فعل الأعداء بنفسك بعض ما ... فعلت لمستهم لها بعض رحمة
لقد بعتها هوناً عليك رخيصة ... وكانت بهذا منك غير حقيقة
كلفت بها دنياً كثيراً غرورها ... تقابلنا في نصحها بالخديعة
إذا أقبلت ولت وإن هي أحسنت ... أساءت وإن ضاءت فثق بالكدورة
وعيشك فيها ألف عامٍ وتنقضي ... كعيشك فيها بعض يوم وليلة
عليك بما يجدي عليك من التقى ... فإنك في سهوٍ عظيم وغفلة
تصلي بلا قلب صلاة بمثلها ... يصير الفتى مستوجباً للعقوبة
تخاطبه إياك نعبد مقبلاً ... على غيره فيها لغير ضرورة
ولو رد من ناجاك للغير طرفه ... تميزت عن غيظٍ عليه وغيرة
تصلي وقد أتممتها غير عالم ... تزيد احتياطاً ركعة بعد ركعة
فويلك تدري من تناجيه معرضاً ... وبين يدي من تنحني غير مخبت
ذنوبك في الطاعات وهي كثيرة ... إذا عددت تكفيك عن كل ذلة
تقول مع العصيان ربي غافر ... صدقت ولكن غافر بالمشية
وربك رازق كما هو غافر ... فلم لم تصدق فيهما بالسوية
فكيف ترجي العفو من غير توبةٍ؟ ... ولست ترجي الرزق إلا بحيلة
فها هو بالأرزاق كفل نفسه ... ولم يتكفل للإنام بجنة
وما زلت تسعى في الذي قد كفيته ... وتهمل ما كلفته من وظيفة
تسيء به ظناً وتحسن تارة ... على حسب ما يقضي الهوا في القضية
وجد في عضد قابوس وشمكير رقعة بخطه فيها مكتوب إن كان