وقال جامع الكتاب: هذا عجيب من ذلك الفاضل، فإنه يفهم من حاشيته أن له اطلاعاً وممارسة بشعر العرب، وهذه الأبيات التي هذا البيت منها مشهور.
لأبي نواس في وصف الخمر وأولها:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
وبعده قوله:
من كف ذات حرٍ في زي ذي ذكر ... لها محبان لوطي وزناء
الاسطرلاب آلة مشتملة على أجزاء يتحرك بعضها فتحكي الأوضاع الفلكية ويستعلم بها بعض الأحوال العلوية، والساعات المستوية والزمانية، ويستنتج منها بعض الأمور السفلية.
قال أرسطو: القنية ينبوع الأحزان، نظمه أبو الفتح البستي فقال:
يقولون ما لك لا تقتني ... من المال ذخراً يفيد الفتى
فقلت فأفحمتهم في الجواب ... لئلا أخاف ولا أحزنا
حكى الصولي عمن أخبره قال: خرجنا للحج فعرجنا عن الطريق للصلاة، فجاءنا غلام فقال: هل فيكم أحد من أهل البصرة؟ فقلنا كلنا منها فقال: إن مولاي منها وهو مريض يدعوكم، قال: فقمنا إليه، فإذا هو نازل على عين ماء، فلما أحس بنا رفع رأسه وهو لا يكاد يرفعه ضعفاً وأنشأ يقول:
شعر
يا بعيد الدار عن وطنه ... مفرداً يبكي على شجنه
كلما جد الرحيل به ... زادت الأسقام في بدنه
ثم أغمي عليه طويلاً، فجاء طائر فوقع على شجرة كان مستظلاً بها، وجعل يغرد ففتح عينيه وجعل يسمع التغريد، ثم أنشد:
ولقد زاد الفؤاد شجى ... طائر يبكي على فننه
شفه ما شفني فبكى ... كلنا يبكي على سكنه
ثم تنفس الصعداء فغاضت نفسه، قال: فغسلناه وكفناه، وسألنا الغلام عنه فقال: هذا العباس بن الأحنف وكانت وفاته سنة مائة وثلاث وتسعون ومائة وكان لطيف