للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التمييز: ربما لا يرفع الابهام. ومنه التمييز الذي قالوا إنه للتأكيد، كما في قوله تعالى " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا " الهم إلا ان يقال التميز مما يصلح لرفع الابهام، وهو مرادهم، كما قالوه في صدق الدليل بما يلزم من العلم به العلم بشئ آخر على الدليل الثاني

من درة الغواص يقال لما يضرب بمؤخره كالزنبور والعقرب لسع، ولما يقبض بأسنانه كالكلب والسباغ نهش، ولما يضرب بفيه كالحية لذع.

القاضي يحيى بن أكثم، يقولون للعليل: هو معلول فيخطئون فيه، لأن المعلول هو الذي سقى العلل، وهو الشرب الثاني، وأما المفعول من العلة فهو معل.

من كلام بعض الحكماء: من جلس في صغره حيث يحب جلس في كبره حيث يكره. إذا جاء الصواب ذهب الجواب.

قيل لعمر بن عبد العزيز: ما كان بدء توبتك؟ فقال: أردت ضرب غلام لي، فقال: يا عمر اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة.

في الحديث إذا أقبلت الدنيا على الرجل أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت محاسن نفسه.

القعود وهو الإنتقال من علو إلى سفل، ولهذا قيل لمن أصيب برجله: مقعداً، والجلوس هو الانتقال من سفل إلى علو، والعرب تقول للقائم اقعد وللنائم أو الساجد إجلس.

ومن كلامهم في الإخلاص قال سهل: الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله خاصة.

وقال: الإخلاص أشد شيء على النفس، لأنه ليس له فيها نصيب.

وقال الآخر: الإخلاص في العمل أن لا يريد صاحبه عليه عوضاً في الدارين.

وقال المحاسبي: الإخلاص إخراج الخلق عن معاملة الرب تعالى.

وقال آخر: الإخلاص دوام المراقبة المراقبة ونسيان الحظوظ كلها وقال الجنيد: الإخلاص تصفية العمل من الكدورات.

قال يحيى بن معاذ: الطاعة خزانة من خزائن الله مفتاحها الدعاء وأسنانها لقمة الحلال.

وقيل لبشر الحافي: من أين تأكل؟ قال من حيث تأكلون، ولكن ليس من يأكل وهو يبكي كمن يأكل وهو يضحك.

من كلام بعض العارفين: إذا صحت المحبة لم يبق من المحب ولا حبه.

مر رجل ببعض العارفين وهو يأكل بقلاً، وملحاً، فقال: يا عبد الله أرضيت من الدينا بهذا؟ فقال العارف: ألا أدلك على من رضي بشر من هذا، فقال: نعم قال: من رضي بالدنيا عوضاً عن الآخرة.

مر ديوجانس بشرطي يضرب لصاً، فقال: انظروا إلى لص العلانية يؤدب لص السر. .

ذكروا أن من شرط نصب المفعول له مقارنته لعامله في الوجود.

وكاتب الأحرف يقول: الظاهر أن مراد النحاة أن المتكلم إنما يصح له النصب إذا قصد المقارنة خارجاً، إذ لو اشترطت المقارنة في الواقع لكان قولنا ضربته تأديباً، فلم تحصل التأديب مثلاًن لحناً، مع أن أمثاله واقع في كلامهم.

دخل بعض أصحاب الشبلي وهو يجود بنفسه، فقالوا: له: قل: لا إله إلا الله فأنشأ يقول:

إن بيتاً أنت ساكنه ... غير محتاج إلى السرج

وجهك المأمول حجتنا ... يوم تأتي الناس بالحجج

<<  <  ج: ص:  >  >>