حلاوة دنياك مسمومة ... فما تأكل الشهد إلا بسم
فكن موسراً شئت أو معسراً ... فما تقطع الدهر إلا بهم
إذا تم أمر بدا نقصه ... توقع زوالاً إذا قيل تم
منه
إذا النائبات بلغن المدى ... وكادت لهن تذوب المهج
وجل البلاء وقل العزاء ... فعند التناهي يكون الفرج
منه
هون الأمر تعش في راحة ... قل ما هونت إلا ويهون
ليس أمر المرء سهلاً كله ... إنما الأمر سهول وحزون
تطلب الراحة في دار العنا ... خاب من يطلب شيئاً لا يكون
منه
أصم عن الكلم المحفظات ... وأحلم والحلم بي أشبه
وإني لأترك جل المقال ... لكيلا أجاب بما أكره
إذا ما اجتررت سفاه السفيه ... علي فإني إذن أسفه
فلا تغترر برواء الرجال ... وإن زخر فوالك أو موهوا
فكم من فتى يعجب الناظرين ... له ألسن وله أوجه
ينام إذا حضر المكرمات ... وعند الدناءة يستنبه
ومنه
يمثل ذو اللب في نفسه ... مصائبه قبل أن تنزلا
فإن نزلت بغتة لم يرع ... لما كان في نفسه مثلا
رأى الأمر يفضي إلى آخر ... فصر آخره أولا
وذو الجهل يأمن أيامه ... وينسى مصارع من قد خلا
فإن بدهته صروف الزمان ... ببعض مصائبه أعولا
ولو قدم الحزم في نفسه ... لعلمه الصبر عند البلا