المحقق التفتازاني والسيد الشريف قالا في حاشيتيهما في الكشاف إن الهداية إن تعدت بنفسها كانت بمعنى الإيصال ولهذا تسند إلى الله وبالمفعول الثاني كقوله:" لنهدينهم سبلنا " وإن تعدت بالحرف كان معناها إرائة الطريق فتسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مثل " إنك لتهدي إلى صراط مستقيم " وكلام هذين المحققين منقوض بقوله تعالى حكاية عن إبراهيم: " فاتبعني أهدك صراطاً سوياً " وعن مؤمن آل فرعون " أهدكم سبيل الرشاد ".
قال بعض أصحاب الأرثماطيقي أن عدد التسعة بمنزلة آدم عليه السلام فإن للآحاد نسبة الأبوة إلى سائر الأعداد، والخمسة بمنزلة حواء فإنها التي تتولد منها مثلها، فإن كل عدد فيه خمسة إذا ضرب فيما فيه الخمسة فلابد من وجود الخمسة بنفسها في حاصل الضرب البتة، وقالوا قوله تعالى:" طه " إشارة إلى آدم وحواء، وكل من هذين العددين إذا جمع من الواحد إليه على النظم الطبيعي اجتمع ما يساوي عدد الإسم المختص به فإذا جمعنا من الواحد إلى التسعة كان خمسة وأربعين وهي عدد آدم وإذا جمع من الواحد إلى الخمسة كان خمسة عشر وهي عدد حواء وقد تقرر في الحساب أنه إذا ضرب عدد في عدد يقال لكل من المضروبين ضلعاً وللحاصل مضلعاً، وإذا ضربنا الخمسة في التسعة حصل خمسة وأربعون وهي عدد آدم، وضلعاه التسعة والخمسة، قالوا: وما ورد في لسان الشارع صلوات الله عليه وآله من قوله: خلقت حواء من الضلع الأيسر لآدم إنما ينكشف سره بما ذكرناه، فإن الخمسة هي الضلع الأيسر للخمسة والأربعين والتسعة الضلع الأكبر والأيسر من اليسير وهو القليل لا من اليسار.
نقل الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير عن زين العابدين رضي الله عنه إن ناشئة الليل في قوله تعالى:" إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً " هي ما بين المغرب والعشاء.
سأل رجل شريحاً ما تقول: في رجل مات وخلف أبوه وأخوه؟ فقال شريح قل أباه وأخاه، فقال الرجل كم لأباه ولأخاه؟ فقال شريح: قل لأبيه وأخيه، فقال أنت الذي علمتني يقال إن هذه الواقعة أحد الأسباب الباعثة على وضع النحو. انتهى. لله در من قال: