للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بوزرجمهر: من لم يكن له أخ يرجع إليه في أموره، ويبذل نفسه وما له في شدته فلا يعدن نفسه من الأحياء.

وقال بعض الحكماء: لا تساغ مرارة الحياة، إلا بحلاوة الإخوان الثقات. وقال بعضهم: من لقي الصديق الذي يفضي إليه بسره، فقد لقي السرور بأسره وخرج من عقال لهم بعمره.

وقيل: لقاء الخليل يفرج الكروب، وفراقه يقرح القلوب.

من كتاب أدب الكاتب يذهب الناس إلى أن الظل والفيء واحد، وليس كذلك: لأن الظل يكون من أول النهار إلى آخره ومعنى الظل الستر، والفيء لا يكون إلا بعد الزوال ولا يقال لما كان قبل الزوال فيء، وإنما سمي فيئاً: لأن الظل فاء من جانب إلى جانب: أي رجع من جانب المغرب إلى جانب المشرق، والفيء الرجوع قال الله تعالى: " حتى تفيء إلى أمر الله " أي ترجع.

قيل لأعرابي: كيف حالك؟ فقال: بخير أمزق ديني بالذنوب وأرقعه بالإستغفار وإليه ينظر قول الشاعر:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

فطوبى لعبد آثر الله ربه وجاد بدنياه لما يتوقع

لبعضهم

ولما توافينا بمنعرج اللوى بكيت إلى أن كدت بالدمع أشرق

فقالت أتبكي؟ {والتواصل بيننا فقلت ألسنا بعده نتفرق؟}

قال بعضهم: عشيرتك من أحسن عشرتك، وعمك من عمك خيره، وقريبك من قرب منك نفعه.

قال ابن السكين: الشرف والمجد يكونان بالآباء، يقال رجل شريف ماجد أي له آباء متقدمون في النبالة والشأن، وأما الحسب والكرم فيكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء ذو نبل وشرف.

لبعض الأعراب:

تسبق أموالنا مؤملنا ... لا يعترينا مطل ولا بخل

تسمح قبل السؤال أنفسنا ... بخلا على ماء وجه من يسل

<<  <  ج: ص:  >  >>