ويا مهزّ الرمح من قدّه ... تبارك الله الذي عدّلك
مولاي حاشاك ترى غادراً ... ما أقبح الغدر وما أجملك
ما لك في حسنك من مشبه ... ما تم للعالم ما تم لك
شعر
لا سلاماً لا كلاماً لا رسولاً لا رسالة ... كل هذا يا حبيبي من علامات الملالة رأيت في بعض التواريخ أنّه لما قتل الفضل بن سهل في الحمام بسرخس، كما هو في الكتب مسطور، أرسل المأمون إلى امه، أن ترسل من متروكاته ما يليق بالخليفة من الجواهر الثمينة والأموال النفيسة، وأمثال ذلك، فأرسلت إلى المأمون سفطاً مقفولاً مختوماً بختم الفضل، ففتح المأمون السفط، فإذاً فيه درج بخط الفضل المكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى به الفضل بن سهل على نفسه، قضى أن يعيش ثمانية وأربعين سنة ثم يقتل بين ماءٍ ونار.
وفي عيون الأخبار: أنّه لما كان صباح اليوم الذي قتل فيه، دخل الحمام وأمر أن يحجم وتلطخ جسده بالدم ليكون ذلك تأويل ما دلت عليه النجوم؛ من أنّه يهراق دمه ذلك اليوم بين ماء ونار، ثم أنّه أرسل إلى المأمون والرضا عليه السلام أن يحضر الحمام أيضاً، فامتنع الرضا عليه السلام وأرسل إلى المأمون يمنعه من ذلك، فلما دخل إلى الحمام جرى دمه.
أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف الشاعر الأديب حسن الشعر؛ له ديوان جيد توفي سنة ٤٣٥، ومن شعره:
وأهيف القد مطبوع على صلف ... عشقته ودواعي البين تعشقه
وكيف أطمع منه في مواصلة ... وكل يوم لنا شمل يفرقه
وقد تسامح قلبي في موافقتي ... على السلوّ ولكن من يصدقه
أهابه وهو طلق الوجه مبتسم ... وكيف يطعمني في السيف رونقه
شكر العلوي امير مكة له شعر حسن توفي سنة ٤٥٣:
قوّض خيامك عن أرض تضام بها ... وجانب الذل إنّ الذل مجتنب
وارحل اذا كان في الأوطان منقصه ... فالمندل الرطب في أوطانه خشب
لما دعى إبراهيم بن المهدي الخلافة، أتى إليه المعتصم بابنه الواثق، وقال: هذا عبدك هارون ولما استخلف المعتصم قبض إبراهيم بيد ابنه ودخل عليه وقال: هذا عبدك هبة الله، قال أصحاب التواريخ: وكانت الواقعة في بيت واحد.
قال في كامل التواريخ: لما قتل الوزير نظام الملك، أكثر الشعراء من المراثي فيه، فمن ذلك قول شبل الدولة مقاتل بن عطية:
كان الوزير نظام الملك جوهرة ... مكنونة صاغها الباري من النطف
جاءت فلم تعرف الأيام قيمتها ... فردها غيرة منه إلى الصدف
وفيه أيضاً إنّ الأسعار غلت بمصر سنة ٤٦٥ وكثر الموت، وبلغ الغلا إلى أنّ امرأة يقوم عليها رغيف بألف دينار، وسبب ذلك أنّها باعت عروضاً لها، قيمتها الف دينار بثلاثمأة، واشترت عشرين رطلاً حنطة، فنهبت عن ظهر الحمال فنهبت أيضاً مع الناس فأصابها مما خبزته رغيف انتهى