(أنا في فؤادك فارم طرفك نحوه ... ترني فقلت لها فأين فؤادي)
قال بعض العلماء: حججت في بعض السنين، فبينما أنا أطوف بالبيت إذا بأعرابي متوشح بجلد غزال ويقول:
(أما تستحي يا رب أنت خلقتني ... أناجيك عريانا وأنت كريم؟)
قال وحججت في العام القابل، فرأيت الأعرابي وعليه ثياب وحشم وغلمان، فقلت له: أنت الذي رأيتك في العام الماضي وأنت تنشد ذلك البيت!
فقال: نعم، خدعت كريما فانخدع.
كان بعضهم في أيام صغره ينشد أشد ورعا منه أيام كبره. وقد أنشأ في هذا المعنى يقول:
(عصيت هوى نفسي صغيرا وعندما ... أتتني الليالي بالمشيب وبالكبر)
(أطعت الهوى عكس القضية ليتني ... خلقت كبيرا ثم عدت إلى الصغر)
من كتاب تعبير الرؤيا للكلبي: جاء رجل إلى الصادق عليه السلام وقال: رأيت أن في بستاني كرما يحمل بطيخا، فقال له: احفظ امرأتك لا تحمل من غيرك.
وأتاه رجل فقال: كنت في سفر، فرأيت كأن كبشين ينتطحان على فرج امرأتي، وقد عزمت على طلاقها لما رأيت. فقال: صلوات الله عليه: أمسك أهلك، إنها لما سمعت بقرب قدومك أرادت نتف المكان، فعالجته بالمقراض.
وجد بعض الأعراب رجلا مع أمه فقتلها، فقيل له: هلا قتلت الرجل وتركت أمك؟ فقال: كنت أحتاج كل يوم إلى أن أقتل رجلا.
شهد رجل عند ابن شبرمة، فرد شهادته وقال: بلغني أن جارية غنت فقلت، لها أحسنت، فقال: قلت ذلك حين ابتدأت أوجين سكتت؟ قال: حين سكتت، قال: إنما استحسنت سكوتها أيها القاضي، فقبل شهادته.
قال أبو العيناء يوما لبعض الصبيان: في أي باب من أبواب النحو أنت؟ قال: في باب الفاعل والمفعول به. فقال: أنت في باب أبويك إذن.
وقالت له فتاة يوما: يا أعمى، فقال ما أستعين على قبح وجهك بشيء أنفع منه.
من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه:
(يعيب الرجال زمانا مضى ... وما لزمان مضى من غير)