للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نجد بالتجربة أن الأرض في الصيف حارة الظاهر باردة الباطن، وفي الشتاء بالعكس ولذا كانت مياه العيون والآبار حارة في الشتاء باردة في الصيف؛ لأن الحرارة والبرودة يهرب كل منهما عن الآخر، فإذا استولى الحر على ظاهر الأرض هرب البرد إلى باطنها، وبالعكس.

علي بن الجهم:

(وارحمتاه للغريب في البلد النازح ... ماذا بنفسه صنعا)

(فارق أحبابه فما انتفعوا ... بالعيش من بعده وما انتفعا)

من كلام بعض الأعراب: الصبر مر لا يتجرعه إلا حر.

ومن كلامهم: الصبر على ما تحب أشد على النفس من الصبر على ما تكره.

من كلامهم: كن حلو الصبر عند مرارة النازلة.

قال كسرى لبرزجمهر: ما علامة الظفر بالأمور المطلوبة المستعصية؟ قال: ملازمة الطلب، والمحافظة على الصبر، وكتمان السر.

لبعضهم:

(وإذا تكامل للفتى من عمره ... خمسون وهو إلى التقى لا يجنح)

(عكفت عليه المحزنات فما له ... متأخر عنها ولا متزحزح)

(وإذا رأى الشيطان صورة وجهه ... حيا وقال فديت من لا يفلح)

قيل لابن المهلب: مالك لا تبني لك في البصرة دارا؟ فقال: أنا لا أدخلها إلا أميرا أو أسيرا، فإن كنت أسيرا فالسجن داري، وإن كنت أميرا فدار الإمارة داري.

قال طاوس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب، وهو يدعو ويبكي، فجئته وقد فرغ من الصلاة فإذا هو علي بن الحسين صلوات الله عليه، فقلت له: يا بن رسول الله رأيتك على حالة كذا وكذا، ولك ثلاثة، أرجو أن يؤمنك من الخوف أحدها: أنك ابن رسول الله [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] ، والثاني شفاعة جدك، والثالث رحمة الله. فقال: يا طاوس، أما أني ابن رسول الله، فلا تؤمنني، وقد سمعت الله يقول: {فلا أنساب بينهم يومئذ} وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني؛ لأن الله تعالى يقول {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} وأما رحمة الله فإن الله تعالى يقول: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ولا أعلم أني محسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>