سأل شقيق البلخي رجلا: كيف يفعل فقراؤكم؟ قال: إن وجدوا أكلوا، وإن فقدوا صبروا. قال: هكذا كلاب بلخ. قال: فأنتم، قال إن وجدنا آثرنا، وإن فقدنا شكرنا.
أكل أعرابي مع معاوية، وجعل يمزق جديا على الخوان تمزيقا عنيفا، ويأكله أكلا ذريعا، فقال له معاوية: إنك تمزقه كأن أمه نطحتك؟ فقال: وإنك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك.
مرت أعرابية بقوم يشربون، فسقوها، فلما شربت أقداحا وجدت خفة وطربا، فقالت: أيشرب نساؤكم في العراق من هذا؟ فقالوا ربما شربن، فقالت. فما يدري أحدكم من أبوه، زنين إذن ورب الكعبة.
لبعضهم:
(مهفهف القد هضيم الحشا ... يكاد ينقد من اللين)
(كأن في أجفانه منتضى ... سيف علي يوم صفين)
لبعضهم:
(غنينا بنا عن كل من لا يريدنا ... وإن كثرت أوصافه ونعوته)
(ومن صد عنا حسبه الصد والقلا ... ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته)
لبعضهم:
(قالت متى الظعن يا هذا فقلت لها ... إما غدا زعموا أولا فبعد غد)
(فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... وردا وعضت على العناب بالبرد)
ابن المعلم من أبيات طويلة:
(هو الحمى ومغانيه مغانيه ... فاجلس وعانى خليلي ما نعانيه)
(ما في الصحاب أخو وجد نطارحه ... حديث وجد ولا خل نجاريه)
(إليك عن كل قلب في أماكنه ... ساه وعن كل دمع في مآقيه)
(ما واجب القلب في المعنى كقاعده ... وجامد الدمع في المعنى كجاريه)
(نجدد الحب والأشجان تخلقه ... وننشر الدمع والأحزان تطويه)
(وموجع القلب إذ أسمعته شجني ... حاشاه حاشاه من قلبي وما فيه)
(لم أدر حين بدا والكأس في يده ... من كأسه السكر من عينيه أم فيه)