للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أقول لها وقد جاشت وهاجت ... من الأعداء ويحك لا تراعى)

(فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لم تطاعي)

(فصبرا في مجال الموت صبرا ... فما نيل الخلود بمستطاع)

(سبيل الموت غاية كل حي ... وداعيه لأهل الأرض داع)

قال ابن الهرمة - وهو من العرب العرباء - يصف استئناس كلبه بالأضياف:

(يكاد إذا ما أبصر الضيف مقبلا ... يكلمه من حبه وهو أعجم)

ابن الدمينة. وهو من شعر الحماسة:

(ألا يا صبا نجد متى هجت متى نجد ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد)

(أئن هتفت ورقاء في رونق الضحى ... على فنن غض النبات من الرند)

(بكيت كما يبكي الحزين ولم يكن ... جزوعا وأبديت الذي لم تكن تبدي)

(وقد زعموا أن المحب إذا نأى ... يمل وأن النأي يشفى من الوجد)

(بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد)

(على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود)

كل جسم له صورة فإنه لا يقبل صورة أخرى إلا بعد أن تفارقه الصورة الأولى مفارقة تامة، كجسم مشكل بصورة التثليث - مثلا - فإنه لا يقبل صورة التربيع أو غيرها من الأشكال إلا بعد أن يزول عنه ذلك التثليث، بالكلية، فإن بقي فيه شيء من الرسم الأول لم يقبل الرسم الثاني على التمام، بل يختلط فيه الرسمان فلا يخلص له أحدهما. وهذا حكم مستمر في جميع الأجسام كلها.

ونحن نجد أنفسنا نقبل صور الأشياء كلها على اختلافها من المحسوسات والمعقولات على التمام والكمال، من غير مفارقة الأول، ولا زوال رسمه، بل يبقى الرسم الأول: تاما كاملا، ويقبل الرسم الثاني أيضا تاما كاملا، ولا يزال يقبل صورة بعد صورة أبدا، من غير أن يضعف في وقت من الأوقات عن قبول ما يطرأ عليها من الصور، بل تزداد بسبب الصورة الأولى قوة على قبول ما يرد عليها من الصور الأخرى. ولهذا العلة كلما كان الإنسان أكثر علوما وأدبا كان أتم فهما وكياسة، وأشد استعدادا للعلم والاستفادة. وهذه الخاصية مضادة لخواص الأجسام، فليست جسما.

<<  <  ج: ص:  >  >>