للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، وهم يستغفرون للذين آمنوا، ولا يستكبرون عن عبادة الله، وقد قرن شهادتهم بشهادته قبل أولي العلم، وما كان علينا إن كان الآدمي أفضلَ منهم أم لا، فتلك مسألة أخرى ... إلى أن قال: ثم تعرضت لصفات الخالق تعالى كأنها صدرت لا من صدرِ سكن فيه احتشام العلي العظيم، ولا أملاها قلبٌ مليء بالهيبة والتعظيم، بل من وقعات النفوس المبهرجة الزيوف.

وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخبار نقلوها وما فهموها، وحاشاهم من ذلك، بل كفوا عن الثرثرة والتشدق، لا عجزًا - بحمد الله - عن الجدل والخصام، ولا جهلاً بطريق الكلام، إنما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علم ودراية؛ لا عن جهل وعماية، والعجب ممن ينتحل مذهبَ السلف، ويرى الخوض في الكلام، ثم يقدم على تفسير ما لم يره أولاً، ويقول: إذا قلنا كذا، أدى إلى كذا ... إلى أن قال: فكيف يجوز أن تتبع المتكلمين في آرائهم، وتخوض مع الخائضين فيما خاضوا فيه، ولو أن مخلوقًا وصف مخلوقًا مثله بصفات من غير رؤية ولا خبر صادق، لكان كاذبًا في إخباره.

فكيف تصفون الله تعالى بشيء ما وقفتم على صحته، بل بالظنون والواقعات؟! ثم لك في الكتاب الذي سميته: "الكشف لمشكل الصحيحين" مقالاتٌ عجيبة تحكيها عن الخطابي وغيره من المتأخرين، أطلع هؤلاء على الغيب، وأنتم تقولون: لا يجوز التقليد في هذا، ثم ذكره فلان ذكرت الكلام المحدث على الحديث، ثم قلت: والذي يقع لي، أفبهذا تقدم على الله - عز وجل -، وتقول: قال علماؤنا؟! ثم ما كفاك حتى قلت: هذا من تحريف بعض الرواة تحكما من غير دليل، وما رويت عن ثقة آخر أنه قال: غيّره الراوي، فلا ينبغي بالرواة العدول أنهم حرفوا، ولو جوزتم لهم الرواية بالمعنى، فهم أقرب إلى الإصابة منكم، وأهل البدع أيضًا كما رويتم حديثًا يتفرقون عنه يقولون: يحتمل أنه من تغيير بعض الرواة، فإذا كان المذكور في الصحيح المنقول من تحريف بعض الرواة، فقولكم ورأيكم في هذا: يحتمل أنه من رأي بعض الغواة. وتقول: قد انزعج الخطابي لهذه الألفاظ، فما الذي أزعجه دون غيره؟ ونراك

<<  <   >  >>