حديث طارق بن أشيم ومعاذ بن جبل وسعد بن أبي وقاص ورجل من بلقين وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، فبلغت رواة الحديث أحدا وعشرين وإن كان في بعضها وهم كما بينته في جزء أفردته لطرق هذا الحديث سميته "تعريف الساهي اللاهي (١) " والحمد للَّه رب العالمين.
قال الشارح في الكبير: قضية تصرف المؤلف أن مخرجه الدارقطني خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل تعقبه ببيان علته، فقال: هو من رواية بقية، وقد تقدم تدليسه وتليينه، عن عبد اللَّه بن محرز وضعفه غير واحد، وقال: منكر الحديث، وقال ابن أبي شيبة: متروك اهـ.، وقال الذهبي: إسناده واه.
قلت: كذب الشارح على الدارقطني وجهل جهلًا فاحشًا عليه وعلى الفن، فالدارقطني ما فاه بشيء مما حكاه عنه الشارح، بل قال [٢/ ٢١]:
ثنا الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف المروزي قال: وجدت في كتاب جدي وحدثني به أبي عن جدي: ثنا بقية ثنا عبد اللَّه بن محرز عن قتادة عن أنس قال: "قال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-. . ." وذكر الحديث.
ثم قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري. . . فذكر حديثًا آخر، ولم يعقب الأول بشيء.
وقاعدة الدارقطني إذا تكلم على رجل في إسناد حديث أن يقول: فلان كذا، ولا يقول ما حكاه عنه الشارح: فيه فلان. . . إلخ؛ لأن ذلك تعبير المتأخرين الذين يوردون الأحاديث بغير إسناد ثم يخبرون بعدها بمن فيها من الضعفاء والمجروحين، أما المتقدمون الذين يوردون الأحاديث بالأسانيد فلا
(١) وسماه: تعريف الساهي اللاهي بتواتر حديث: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه. . .".