قال: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن ابن مظعون لحيى ستير.
ففي هذا السياق ومراجعة ابن مظعون للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الأمر بذلك التعبير الغريب ما يدل على نكارته وبطلانه قبل مخالفته للثابت من سنته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكيف وفي سنده عند ابن سعد [٣/ ١/ ٢٨٧]"عبد الرحمن بن زياد الإفريقي" راوي الغرائب والمنكرات والمدلس عن الكذابين والراوي عن المجهولين، وفي سنده عند الطبراني يحيى بن العلاء وهو كذاب يضع الحديث كما قال أحمد بن حنبل، فكيف يقبل ما رواه مثل هؤلاء في معارضة الصحيح من سنة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهديه.
الثاني: سعد بن مسعود ليس بصحابي فالحديث مرسل، فكان لزامًا على المؤلف أن ينص على ذلك إن عرفه، لأن الإرسال من علل الحديث، وإن لم يعرفه فهو تقصير منه في البحث، بل ربما يعد قصورًا إن كان وقف على الحديث في طبقات ابن سعد ولم يقلد في العزو إليه غيره، لأن سياق ابن سعد ظاهر في الإرسال لأهل الحديث كما سأذكره في الوجه الذي بعده.
الثالث: أن ابن سعد قرن بسعد بن مسعود عمارة بن غراب اليحصبي، فكان على المصنف أن يذكر ذلك، لأنه به يتبين أن سعد بن مسعود ليس بصحابي، وهذا مما يدل على أن المصنف لم ينقله من نفس الطبقات بل قلد فيه غيره، قال ابن سعد:
أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ويعلي بن عبيد الطنافسي قالا: حدثنا الإفريقي عن سعد بن مسعود وعمارة بن غراب اليحصبي أن عثمان بن مظعون أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:"يا رسول اللَّه إني لا أحب أن ترى امرأتي عورتي" الحديث.
فعمارة بن غراب ليس بصحابي بل ولا تعلم له رواية عن الصحابة، إنما روى عن عمته عن عائشة، وقد قال أحمد بن حنبل: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية الإفريقي عنه أي كهذا الحديث، فإنه من رواية