قال في الكبير: قال الهيثمي: فيه هشام بن زياد وهو متروك، وظاهر حال المصنف أنه لم يره مخرجًا لأحد من الستة وإلا لما عدل عنه وإنه لشيء عجاب، فقد خرجه ابن ماجه عن ابن عباس المذكور بلفظ:"إن اللَّه خلق الجنة بيضاء، وأحب الزي إليه البياض، فليلبسها أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم" اهـ. بلفظه.
قلت: بل العجب العجاب هو جرأة الشارح مع جهله، وجهله مع جرأته الممزوجة بالكذب، فالحديث ما خرجه ابن ماجه أصلًا فضلًا عن أن يكون بلفظه، وإنما خرج لابن عباس [رقم ١٤٧٢] حديثًا مختصرًا لفظه: "خير ثيابكم البياض فكفنوا فيها موتاكم والبسوها"، وهذا سيأتي للمصنف في حرف الخاء.
أما ذكر "إن اللَّه تعالى خلق الجنة بيضاء، وإن أحب شيء إلى اللَّه البياض". . . إلخ ما ذكره الشارح فلا وجود له في سنن ابن ماجه، فهل أعجب من هذه الجرأة؟
وأعجب من هذا أنه ينقل عن الهيثمي في مجمع الزوائد [٥/ ١٢٨] كلامه على الحديث الذي ذكره فيه، فلو كان عنده شيء من الذكاء لعرف أن حديثًا ذكره الهيثمي لا يكون مخرجًا في شيء من الأصول الستة، لأن الهيثمي يجمع الزوائد عليها من الكتب التي عينها، وهي مسند أحمد والبزار ومعاجم الطبراني وأبي يعلى.