قلت: الحديث الذي تكلم عليه الحافظ ليس هو هذا بتمامه، بل ذاك مختصر، فإن صاحب الهداية [١/ ٦٣] أورده بلفظ: "إن اللَّه كره لكم ثلاثًا"، وذكر منها:"العبث في الصلاة"، فكتب الحافظ في إتمام الدراية ما نقله عنه الشارح؛ وقال الزيلعي في أصله نصب الراية: رواه القضاعي في مسند الشهاب من طريق ابن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن عبد اللَّه بن دينار عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا: "إن اللَّه كره لكم ثلاثًا العبث في الصلاة والرفث في الصيام والضحك في المقابر" اهـ.
وذكره شيخنا شمس الدين الذهبي في كتابه الميزان [١/ ٩٢٣] وعده من مكرات إسماعيل بن عياش، قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب: هذا منقطع، وعبد اللَّه بن دينار شامي من أهل حمص وليس بالمكي اهـ.
قلت: وهذا الحديث قال فيه القضاعي:
أخبرنا محمد بن أبي سعيد أنا زاهر بن أحمد أنا محمد بن معاذ أنا الحسين بن الحسين أنا ابن المبارك به.
والرواية التي خرجها المصنف من سنن سعيد بن منصور يحتمل أن تكون من هذا الوجه، ويحتمل أن تكون من وجه آخر لأنها مطولة، فقول الشارح: وكذا ابن المبارك. . . إلخ، لا يخفي ما فيه من التساهل والتهور.
٨٥٥/ ١٧٧٣ - "إن اللَّه لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيما حَرَّمَ عَلَيْكُم". (طب) عن أم سلمة.
قال الشارح في الكبير: قال الهيثمي: إسناده منقطع ورجاله رجال الصحيح، ورواه عنها أيضًا ابن حبان والبيهقي باللفظ المذكور، قال في المهذب: وإسناده صويلح اهـ.، وقال: ذكره ابن خالد تعليقا عن ابن مسعود، قال -أي ابن حجر-: وقد أوردته في تغليق التعليق من طرق صحيحه.
قلت: حديث ابن مسعود أخرجه علي بن حرب الطائي في نسخته، وأسنده