للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحق" (١)، ولولاهم أعنى الكفار لقضى على هذه الشرذمة ومحى الإسلام كما في تركيا فظهر مصداق هذا الخبر، وإن اللَّه يؤيد هذا الدين برجال ما هم من أهله ويخذله برجال يزعمون أنهم أهله.

٨٦٢/ ١٧٩٠ - "إنَّ اللَّه تَعَالى لَيُؤيِّدُ الدِّينَ بالرجُلِ الفَاجِر".

(طب) عن عمرو بن النعمان بن مقرن

قال (ش) في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجًا في الصحيحين ولا أحدهما وهو ذهول شنيع وسهو عجيب؛ فقد قال الحافظ العراقي: إنه متفق عليه من حديث أبي هريرة بلفظ: "إن اللَّه تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وقال المناوي: رواه البخاري في "القدر" و"غزوة خيبر"، ورواه مسلم من حديث أبي هريرة مطولًا فذكره، ثم قال: فعزو المصنف الحديث للطبراني وحده لا يرتضيه المحدثون فضلًا عمن يدعي الاجتهاد.

قلت: الشارح رجل جاهل ابتلى اللَّه به علم الحديث وأهله، وكنت أظن أنه مع جهله شديد الغفلة والبلادة ولا مزيد، فإذا هو مع ذلك شديد الوقاحة فاقد العقل، فلذلك ابتلاه اللَّه بصدور الاغلاط الفاحشة التي ما صدرت من مخلوق ينتمي إلى العلم على ما بلغ إليه علمنا إلا أن يكون علماء الوقت الحاضر من أهل الأزهر الذين جعلوا العلم بالشهادة ونيل ورقة يعطاها الرجل ولو كان أجهل الناس فيصير بها عالما، ومع ذلك فما رأينا منهم من وصل إلى كثرة الأوهام الفاحشة التي وصل إليها هذا الشارح الجاهل مع البلادة المتناهية، فهو يشرح كتابًا رتبه مؤلفه على حروف المعجم مراعيًا في ذلك الدقة والتحقيق وتقديم كل حرف على الذي بعده في الأول والثاني والثالث وهكذا حتى يسهل على الناس مراجعة الحديث من غير تعب، ثم يغفل عن هذا ويستدرك عليه


(١) رواه البخاري (٩/ ١٢٥)، ومسلم في الإمارة (١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>