خرجه أيضًا [رقم ٢٣١٢] وصححه ابن حبان [رقم ١٥٤٠] والحاكم [٤/ ٩٣]، ثم هنا اعترض عليه بالترمذي فما أصاب أولًا ولا ثانيًا، ولا عرف أولا ولا ثانيًا، ولا أراح العلم وأهله من جهله وكذبه، فهو يقول: إن الترمذي خرجه باللفظ المزبور مع أنه خرجه باللفظ الذي قدمه المصنف في أول حرف الألف مع اللام.
أما ابن ماجه فخرجه باللفظ المذكور هنا ولا ضرر في ذلك على المحدث ولا عيب فيه إلا عند الجهلة أمثال الشارح، وهذا ابن تيمية يكثر من عزو الأحاديث إلى مسند أحمد وهو في الكتب الستة بأجمعها، ويعزو الحديث إلى سنن أبي داود وهو في باقي السنن، بل يعزو الحديث إلى جزء ابن بطة والخلال وأمثالهما وهو في الكتب الستة.
ثم لو شئنا أن نسخف سخف هذا الشارح لاستدركنا عليه في كل حديث بمثل هذه السخافة المزرية لفضل المرء ودينه، ولركبناه بذلك التركيب البارد السمج الثقيل ولقلنا: ظاهر صنيع الشارح أن هذا مما انفرد به من ذكرهم، والأمر بخلافه، فقد قال أبو نعيم في مسند فراس:
حدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمود بن محمد المروزي ثنا علي بن حجر ثنا داود بن الزبرقان عن نصر عن فراس عن الشعبي عن ابن أبي أوفى أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن اللَّه مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار وكله إلى نفسه".
وقال الدينوري في المجالسة:
حدثنا أبو قلابة الرقاشي ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا عمران القطان عن الشيباني سليمان عن ابن أبي أوفى به، بلفظ:"فإذا جار برئ اللَّه منه، وألزمه الشيطان".
وقال أبو القاسم بن بشران:
أنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان ثنا عبد الملك بن محمد بن