قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه؛ بل بقيته:"وعن المرضع والحبلى"، هذا نص الحديث، ثم إنه ليس في رواية الترمذي "الصوم".
قلت: تساهل المصنف في عزو هذا الحديث بهذا اللفظ، فإنه لا يوجد هكذا من حديث أنس المذكور في كتاب من الكتب الخمسة التي عزاه إليها، بل يوجد كذلك في سنن النسائي [٤/ ١٨٠] لكن ليس من حديث أنس بل من حديث غيره كما سأذكره، فإن هذا الحديث وقع فيه اضطراب شديد في السند والمتن.
أما السند فرواه أبو قلابة الجرمي واختلف عليه فيه على أقوال:
القول الأول: عنه عن أنس، قال النسائي:
أخبرنا عمر بن محمد بن الحسن بن التل قال: حدثنا أبي حدثنا سفيان الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن اللَّه وضع عن المسافر -يعني نصف الصلاة والصوم- وعن الحبلى والمرضع".
ورواه البيهقي في الخلافيات من طريق قبيصة: ثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك مرفوعًا: "إن اللَّه وضع عن المسافر والحامل والمرضع الصوم وشطر الصلاة".
قال البيهقي: تفرد به قبيصة، وإنما رواه الناس عن الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عقيل عن رجل يقال له: أنس بن مالك.
قلت: وما ادعاه من تفرد قبيصة به يرده رواية محمد بن الحسن بن التل عنه