بالحديث وانحصرت طرقه فيه لا فيمن توبع عليه، فهاشم بن القاسم وإن كان فيه مقال فهو لم يقع إلا في طريق البيهقي لا في طريق غيره، ولذلك لم يعلله البيهقي به بل علله بصالح المري وحده، فقال عقب إخراجه: صالح غير قوي.
هذا مع أنه لم يسنده إلا من رواية هاشم بن القاسم عن صالح المري عن ثابت عن أنس، ولكنه يعلم أن الحديث له عن صالح طرق أخرى تبرئ ساحة هاشم، فإن عبد بن حميد قال في مسنده: حدثنا يونس بن محمد ثنا صالح المري به.
ورواه البزار من طريق عبد الواحد بن غياث عن صالح المري، على أن صالحًا لم ينفرد به أيضًا بل تابعه سليمان بن المغيرة عن ثابت، قال أبو بكر بن مقسم في جزئه:
حدثنا موسى بن إسماعيل الختلي ثنا زكريا ثنا الأصمعي ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس به.
١٠٥٠/ ٢٣٠٣ - "إِنَّ غِلَظَ جِلْد الكَافِرِ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا بِذرَاعِ الجَبَّارِ، وإِنَّ ضِرْسَه مِثْلُ أُحُدٍ، وَإِنَّ مَجْلِسَه من جهنَّم ما بين مَكَةَ والمَدِينةِ".
(ت. ك) عن أبي هريرة
كتب الشارح على قوله:"بذراع الجبار": هو اسم ملك من الملائكة، وعلى قوله:"وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة" ما نصه: وعلينا اعتقاد ما قاله الشارع وإن لم تدركه عقولنا.
قلت: قارن بين هذا وبين جزمه بأن الجبار اسم ملك من الملائكة كذبًا وزورًا، ثم تعجب من هذا التلاعب بالنصوص، فلو وفق -وأني له ولكل أشعري التوفيق في مثل هذا- لقال عند ذراع الجبار كما قال عند مجلس الكافر من