جهنم: إن عقولنا لا تدرك هذا فيجب علينا الإيمان به والتفويض في معناه مع التنزيه عن مشابهة المخلوق كما هو الواجب في جميع الصفات، ثم إنه لم يتعرض لنصب خبر "إن" في الحديث مع أنه في الأصلين المنقول منهما برفعه على الجادة فكأنه سبق قلم من المصنف أو من الكاتب.
وقال عبد اللَّه بن أحمد في كتاب السنة:
حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب ثنا عبيد اللَّه بن موسى ثنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا:"إن غلظ جلد الكافر اثنان وسبعون ذراعًا بذراع الجبار وضرسه مثل ذلك". كذا قال:"اثنان وسبعون", وقد خرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق أحمد بن عبيد النرسي عن عبيد اللَّه بن موسى به فقال:"اثنان وأربعون".
والحديث رجاله ثقات على شرط الصحيح إلا أن عبد اللَّه بن أحمد روى أيضًا عن هارون بن معروف وأبي معمر قالا:
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال لي عبد اللَّه ابن مسعود: يا أبا هريرة أتدري كم عرض جلد الكافر؟ قال: قلت: لا أدري، قال: أربعون ذراعًا بذراع الجبار.
فهذا صريح في أن الحديث عند أبي هريرة عن ابن مسعود، ولكن مثل هذا له حكم الرفع.
قال في الكبير: قال الحاكم: صحيح، فقال الذهبي: لا بل ضعيف تفرد به معاوية وفيه ضعف عن عمرو بن غياث وهو واه بمرة اهـ. لكن له شواهد، منها خبر البزار والطبراني أيضًا. "إن فاطمة حصنت فرجها وإن اللَّه أدخلها