قال الشارح في الكبير: قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، كذا ذكره في موضوع، وأعاده في آخر، وقال: فيه أبان بن أبي عياش متروك.
قلت: كأن الشارح يريد أن يلصق أوهامه بالحافظ الهيثمي، ويحكم عليه بالتناقض والاضطراب وذلك عنه بعيد، فإن الحافظ الهيثمي عزا حديث أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك لأحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح وهو كذلك، فإن أحمد قال: حدثنا معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، وهؤلاء الرجال رجال الصحيح.
وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن [ص ١٠٣، رقم ١٥٢] عن إسحاق ابن إسماعيل عن أبي معاوية.
ورواه أبو نعيم في الحلية [٨/ ٢٥٧، ٩/ ٣١٩] من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش فقال: عن أبي هريرة وحده ولم يشك.
وذكره الحافظ الهيثمي في الصيام وفي الدعوات, من حديث أبي سعيد وحده، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط، وقال في كل منهما: أبان بن عياش وهو متروك اهـ.
والأمر كما قال، فإن حديث أبي سعيد وحده ورد من طريق أبان بن أبي عياش، قال أبو عمرو إسماعيل بن نجيد في جزئه:
أخبرنا علي بن الحسين بن الجنيد الرازي ثنا المعافى بن سليمان ثنا زهير ثنا محمد ابن حجادة أن أبان حدثه عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري به.