قلت: عجيب جدًا أن يكون فيه مجاهيل مع أنه أخذ ذلك من قول الحافظ المنذري وقد روى أبو داود الحديث من طريق عامر بن عبد اللَّه بن الزبير قال: ذهبت مولاة لآل الزبير بابنة لهم إلى عمر وفي رجلها أجراس فقطعها ثم قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . وذكره.
ومولاتهم مجهولة، وعامر لم يدرك عمر اهـ.
فغاية ما في هذا أن في السند امرأة مجهولة، فمن أين جاءت جماعة المجاهيل؟ على أن الحافظ المنذري رحمه [اللَّه] لم يحسن التعبير ولم يدقق النظر في الإسناد، فإن عامر لم يصرح بروايته الحديث عن المولاة، بل ذكر الحديث بسياق يفيد حضور القصة، وإذ شهد التاريخ بعدم إدراكه عمر فالحديث منقطع ولا دخل للمجهول فيه؛ لأنه لم يصرح برواية الخبر عن المولاة، فيحتمل أنه رواه عنها أو أنه رواه عن أهل بيته ممن حضر القصة أيضًا أو ممن سمعه من المولاة، وكيفما كان الحال فالشارح مخطئ في قوله: بإسناد فيه مجاهيل.
أبو سعيد السمان في مشيخته، والرافعي في تاريخه عن أنس
قال الشارح في ضبط لفظ السمان وقد كتبه بزيادة ياء النسبة بعد النون ما نصه: بكسر السين وشدة الميم نسبة إلى سعد السمان الحافظ المروزي.
وقال في الكبير: السمَّاني بشد الميم بخط المصنف، وفي التحرير للحافظ ابن حجر: السماني بكسر السين المهملة وتشديد الميم، وبعد الألف نون معروف منسوب إلى سعد السمان الحافظ الرازي، ثم قال: وفي صنيع المصنف إشعار بأنه لم يره لأشهر من هذين في فن الحديث وهو عجيب، فقد رواه البخاري في الضعفاء عن أنس المذكور باللفظ المزبور، وفيه يعلى بن هلال قال الذهبي: رماه السفيانان بالكذب.