عبد اللَّه بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا:"إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديثه"، ثم قال الذهبي: هذا الحديث باطل، قد يحتج به المرازقة الذين لو قيل لأحدهم: أنت مسيلمة الكذاب؟ لقال: إن شاء اللَّه اهـ.
وهذا الحديث غير الذي أورده المؤلف -يعني ابن الجوزي- والآفة فيه من داود، فإنه وضاع.
وقد أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريقه واللَّه أعلم اهـ.
فاعجب لأمانة الشارح، ثمَّ مما نقلناه يعلم ما في قوله: إن حديث الباب أورده ابن الجوزي في الموضوعات، فإن الذي أورده لفظ آخر دون المذكور هنا.
وإن كان المصنف نقل عن الذهبي بطلان هذا أيضًا وأقره على ذلك بسبب وجود داود بن المحبر فيه بخلاف الذي أورده ابن الجوزي، فإن المصنف نازع في الحكم بوضعه وذلك مما يدعو إلى العجب من حال المصنف أيضًا؛ إذ أورد المتن الذي حكم هو بوضعه وترك الذي نازع في الحكم بوضعه.
قلت: كأنه يشير إلى ما رواه محمد بن مخلد الدوري في جزئه:
ثنا علي بن شاذان -المعروف بابن أبي مكرمة- حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد أخبرني أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من حق الولد على والده ثلاث خصال: أن يحسن أدبه، وأن يحسن اسمه، وأن يعفه إذا بلغ".