للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الستة وهو غفول قبيح، فقد عزاه هو نفسه في الدرر للشيخين معًا من رواية أسامة بن زيد، وهو في كتاب الجنائز من البخارى ولفظه عن أسامة بن زيد: قال: "أرسلت بنت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تقول إن ابنى قد احتضر فاشهدنا فأرسل يقرئ السلام ويقول إن للَّه ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم [عليه] ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وأبيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إليه الصبى فأقعده في حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه فقال سعد: يا رسول اللَّه ما هذا؟ قال هذه رحمة جعلها اللَّه في قلوب عباده إنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء".

قلت: في هذا أمور: الأول: حيث عرف أن المصنف نفسه عزاه في الدرر إلى الشيخين فكان حقه أن يستحى ويعلم أنه غير جاهل بوجوده فيهما.

الثانى (١): صنيع المصنف في الدرر صنيع أهل التخريج، والكلام على الحديث من حيث هو، وصنيعه في هذا الكتاب مقيد باصطلاح خاص وهو إيراد الأحاديث القولية المختصرة مرتبة على حروف المعجم في الأول والذي يليه بحسب لفظ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على ما عند كل راوٍ على حسب روايته، وحديث أسامة بن زيد كما ترى وقع في آخر حديث، وأوله "إن للَّه ما أخذ وله ما أعطى"، ولو اعتبرنا الجملة الأخيرة وحدها فأولها "هذه رحمة جعلها اللَّه في قلوب عباده" فحقه أن يذكر الحديث في حرف "الهاء" فكيف وهو لا يقتصر على أواخر الحديث بل يذكره بتمامه، ولذا خص هذا الكتاب


(١) في الأصل: "الثالث".

<<  <  ج: ص:  >  >>