خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدى من تطوع فيكمل به ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على مثل ذلك".
قلت: المؤلف أورد حديثًا لأنس بلفظ والشارح يلزمه أن يعزو ذلك الحديث إلى من خرج حديثًا آخر من رواية أبي هريرة بلفظ آخر, إن هذا لعجب.
فالحديث ورد أيضًا من حديث عبد اللَّه بن مسعود كما سيذكره المصنف سابع حديث بعد هذا، ومن حديث تميم الدارى وابن عمر ورجل من الصحابة ويحيى بن سعيد الأنصارى بلاغًا.
وحديث أبي هريرة خرجه أيضًا أبو داود الطيالسى [ص ٣٢٣، رقم ٢٤٦٨] وأحمد [٢/ ٢٩٠] والنسائى [١/ ٢٣٢، رقم ٢٣٣] والطحاوي في مشكل الآثار [٦/ ٣٨٧، رقم ٢٥٥٣] والحاكم في المستدرك [١/ ٢٦٢، رقم ٩٦٥] وأبو نعيم في تاريخ أصبهان [١/ ٢٥٤] والبيهقى في السنن [٢/ ٣٨٦] وابن المبارك في الزهد [ص ٣٢٠، رقم ٩١٥] وآخرون كلهم من رواية الحسن البصرى، واختلف عليه فيه على أقوال: فقيل عنه قدم رجل المدينة فقال له أبو هريرة: كأنك لست من أهل البلد، قال: أجل، قال: أفلا أحدثك حديثًا سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث.
وقيل: عنه عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة، وقيل: عنه عن رجل من بنى سليط عن أبي هريرة، وقيل: عنه عن حريث بن قبيصة عن أبي هريرة، وقيل: عنه عن صعصعة بن معاوية عن أبي هريرة، وقيل: عنه عن أبي هريرة دون واسطة، واختلف على قتادة عن الحسن فيه أيضًا، فقيل: عنه عن الحسن وقيل: عنه عن الحسن بن زياد عن أبي رافع عن أبي هريرة، واختلف على حماد بن سلمة فيه أيضًا، فقيل: عنه عن حميد عن الحسن وقيل: عنه عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم الدارى به،