عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عن هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة مرفوعًا:"أول ما يرفع من هذه الأمة الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، ومن لم يصل فلا خلاق له عند اللَّه يوم القيامة"، أخرجه العقيلى من هذا الطريق ثم قال ولا يروى هذا من وجه يثبت اهـ. فلا يدرج حديثًا في حديث من شم رائحة للحديث.
تنبيه: حديث ابن مسعود الذي أشرنا إليه خرجه عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [ص ٦٨، رقم ٢٦٧] والخرائطى فيها [ص ٢٨] والخطيب وغيرهم مختصرًا ومطولًا موقوفًا عليه، لكن له حكم الرفع لأن فيه إخبارا عن أمور ستقع في آخر الزمان لا يمكن العلم بها إلا من طريق الوحى، وقد أورده ابن العربى المعافرى المالكى في "سراج المريدين" عنه كذلك موقوفًا، ثم قال: وأنا أقول: آخر ما يفقد منه الأمر بالمعروف ثم التوحيد اهـ.
وهذا لا يخفى ما فيه من سوء الأدب مع ابن مسعود أولًا، ومن معارضة كلام رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ثانيا، فإنه مع كونه له حكم الرفع قد ورد مرفوعًا من طرق أخرى كما أشرنا إليه، ومن مخالفة الواقع ثالثًا، فإن الأمر بالمعروف فقد منذ قرون وصار أغرب شيء يتصور في العقول فضلًا أن يوجد ويعمل به، ولا تزال المساجد عامرة بالمصلين، فصدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأخطأ المعافرى.
١٢٥٢/ ٢٨٢٠ - "أوَّلُ ما تفقدُون من دينِكُم الأمانةُ".
(طب) عن شداد بن أوس
قال الشارح: تمامه عند مخرجه الطبرانى: "ولا دين لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، وحسن العهد من الإيمان" وإسناده حسن.
وقال في الكبير: وتمامه عند مخرجه الطبرانى في روايته عن أنس ثم ذكره،