١٢٥٥/ ٢٨٢٣ - "أوَّلُ ما يوضعُ في الميزانِ الخُلُقُ الحسنُ".
(طب) عن أم الدرداء
قال الشارح: بإسناد ضعيف، بل قيل لا أصل له.
قلت: هذا تخليط وتدليس، فإن هذا الحديث ما قال أحد فيه: لا أصل له، بل قال فيه الحافظ العراقى في المغنى: لم أقف له على أصل، كما نقله الشارح في الكبير متعجبا من العراقى في قوله ذلك مع كون الحديث مخرجًا عند الطبرانى والقضاعى وأبي الشيخ والديلمى، ثم حرف ذلك هنا إلى ما ترى وهو تحريف مضر لأن قول الحافظ: لم أقف له على أصل معناه أنه لم يجد من خرجه بإسناده ساعة كتابة الكتاب، ومعنى قولهم لا أصل له أنه موضوع باطل لا يصح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أصلًا، فانظر كم بين العبارتين من البون الشاسع، وكم حديث قال فيه الحافظ العراقى: لم أقف له على أصل، فوقفنا نحن وغيرنا له على أصل أو أصول.
فالحديث خرجه أبو نعيم [٥/ ٧٥] من طريق منجاب وأبي بكر بن أبي شيبة وأحمد بن أبي أسد.
وأخرجه القضاعي [١/ ١٥٥، رقم ٢١٤] من طريق محمد بن سعيد الأصبهانى كلهم عن شريك عن خلف بن حوشب عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء قال: "قيل لها سمعت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا، قالت نعم، سمعته يقول" وذكرته، وهذا السند حسن ظاهرًا لكنه معلول، فإن أكثر الرواة قالوا عن أم الدرداء عن أبي الدرداء بلفظ:"أثقل ما يوضع "لا" أول ما يوضع" وسيذكره المصنف في حرف اللام في: "ليس شيء أثقل في الميزان"، وفي حرف الميم في:"ما من شيء أثقل" ولعلنا نتكلم عليه هناك إن شاء اللَّه.