للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

زريع عن شعبة، والحافظ لم يقل ذلك بل نقله عن البيهقى، ثم تعقبه بقوله: لكن هو عند الإسماعيلى والخطيب عن الحارث بن سريج عن يزيد ابن زريع متابعة لمحمد بن المنهال، قال: ويؤيد صحة رفعه ما رواه ابن أبي شيبة [ص ٤٠٥، رقم ٢٧٤] عن ابن عباس قال: "احفظوا عنى ولا تقولوا قال ابن عباس" فذكره، وهذا ظاهره أنه أراد أنه مرفوع، فلذا نهاهم عن نسبته إليه اهـ.

وكأن الحافظ لم يستحضر أن لمحمد بن المنهال متابعين آخرين على رفعه غير الحارث بن سريج كما سأذكره في الكلام على يزيد بن زريع.

الخامس: وزعم أن الحافظ أيضًا قال: وأخرجه ابن عدى وقاله: إن يزيد بن زريع سرقه من محمد بن المنهال اهـ. وهذا كذب، فالحافظ ما نطق بحرف من هذا ولقد أعاذه اللَّه تعالى وكل عالم بل وكل عاقل أن ينطق بهذا المحال، فإن يزيد بن زريع هو شيخ محمد بن المنهال في الحديث، وهو الذي حدثه به فكيف يسرقه منه، وأيضا يزيد بن زريع ثقة كبير وإمام حافظ متفق على ثقته وجلالته، بل قلَّ في الثقات من انعقد الإجماع على ثقة مثله، وهو من رجال الصحيحين والأربعة، فكيف يتهم بسرقة حديث وينسب ذلك إلى ابن عدى وإلى نقل الحافظ ذلك عنه؟

السادس: قوله: ورواه الطبرانى في الأوسط. . إلخ. كأنه لما رأى ذلك في مجمع الزوائد ظن أن ذلك هو المنتهى، مع أن الحديث مخرج في صحيح ابن خزيمة [٤/ ٣٤٩، رقم ٣٠٥٠] ومستدرك الحاكم وسنن البيهقى [٤/ ٣٢٥، ٥/ ١٧٩]، وهى أشهر وأصح من الطبرانى، ومخرج أيضًا في معانى الآثار للطحاوى ومحلى ابن حزم وغيرها، فلو كان الاستقصاء في العزو واجبا وتركه عيبا ونقصا كما يفهمه الشارح أو يريد أن يفهمه لكان هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>