للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مسندًا لأحد، وهو عجيب، فقد رواه الطبرانى من حديث أم سلمة، قال الهيثمى: رواه عن شيخه إبراهيم بن محمد، وضعفه الذهبى.

قلت: في هذا أمور، أحدها: أن حديث أم سلمة لا يدخل في هذا الحرف بل لفظها عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنه قال: من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحنى من عمله (١)، تقوى تحجزه عن معاصى اللَّه أو حلم يكف به سفيهًا أو خلق يعيش به في الناس" وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال "من كان فيه واحدة من ثلاث زوجه اللَّه من الحور العين، من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة اللَّه، أو رجل عفا عن قاتله، أو رجل قرأ "قل هو اللَّه أحد" دبر كل صلاة" هكذا أورده الهيثمى [٨/ ١٩٠] في كتاب الأدب (٢)، وقال ما نقله عنه الشارح وأعاده في كتاب الزهد ولفظه عن أم سلمة رضي اللَّه عنها قالت: "سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يعتد بشيء من عمله، تقوى تحجزه عن المحارم أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس" ثم قال: رواه الطبرانى، وفيه عبد اللَّه بن مسلم ابن هرمز، قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات اهـ فبان من هذا أن الشارح دلس ولبس بعدم ذكره للمتن حتى يوهم أن لفظ حديث أم سلمة كلفظ حديث الحسن.

ثانيها: أنه لا يلزم من ذكر المرسل، ذكر المسند، ولا قال أحد بذلك، ولو


(١) كذا بالأصل بياضا هنا وفي مجمع الزوائد (٨/ ٩١٩٠)، والحديث أخرجه الطبرانى في الكبير (٢٣/ ٣٩٥، ٩٤٤) "المطبوع" كما أشار إليه الهيثمى عن إبراهيم بن محمد ولكنه بلفظ: "من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء من عمله: تقوى يحجزه". وأخرجه كذلك (٢٣/ ٣٩٥، رقم ٦٩٤) عن أم سلمة واللَّه أعلم.
(٢) بل في كتاب "البر والصلة".

<<  <  ج: ص:  >  >>