الحضرمى قال: سمعت من عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: سمعت من ابن عون قال: سمعت من محمد بن سيرين سمعت من أبي هريرة سمعت من أبي بكر الصديق قال: "لا أزال أحبُّ العنكبوت منذ رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحبها وقال: جزى اللَّه العنكبوت عنَّا خيرًا نسجت عليَّ وعليك يا أبا بكر في الغار حتى لم يرنا المشركون ولم تصلْ إلينا"، قال ابن سيرين: لا أزال أحبها منذ سمعت من أبي هريرة ذلك، وتسلسل.
الرابع: أن المصنف قال: أبو سعد، والشارح وقف عليه مسمى في مسند الفردوس أبو سعد إسماعيل بن على، فلم يتنبه لا من كنيته ولا من اسمه واسم أبيه الذي صرح به الديلمى، ثم ذهب إلى أبي بكر أزهر بن سعد السمان وأتى به إلى هذه الطامة الكبرى وجرَّه من القرن الثانى إلى القرن الخامس، والواقع أن مخرج الحديث هو الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن على بن الحسين بن زنجويه الرازى السمان من شيوخ الخطيب وأبي على الحداد والطبقة، مات سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكان حافظًا كبيرًا صنف كتبًا كثيرة منها المسلسلات، وكان معتزلى المذهب في العقائد، جمال البلاد وطاف، وكان له ثلاثة آلاف شيخ فيما حكاه الذهبى عن ابن عساكر، ثم قال الذهبى: هذا العدد لشيوخه لا أعتقد وجوده ولا يمكن.
قلت: وهو غريب من الذهبى فإنه نفسه حكى في ترجمة أبي سعد بن السمعانى عن ابن النجار أنه قال: شيوخ السمعانى سبعة آلاف شيخ، وكذلك نقل هذا العدد أو قريبًا منه عن شيوخ البرزالى.
وترجمة السمان المذكور في طبقات الحفاظ للذهبى وغيره معروفة، والمقصود أنه مات سنة ٤٤٥ في منتصف القرن الخامس، فأين هو من الرواية عن أصحاب أنس بن مالك.
الخامس: أن أبا بكر أزهر بن سعد السمان مات سنة ثلاث ومائة، ولم يقل