للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبعد النجعة وهو ذهول، فقد خرجه النسائى وابن ماجه وكذا أحمد والحاكم وصححه، وأعجب من ذلك أن المصنف في الدرر عزاه إلى مسلم باللفظ المذكور من حديث النعمان بن بشير فيا له من ذهول ما أبشعه!.

قلت: أى نعم ما أبشعه وأشنعه ولكن من الشارح لا من المصنف، وإن وقع منه بعض تسامح في عزو هذا الحديث في الدرر لا في الجامع كما سأبينه، أما الشارح فذهوله أعجب وأعجب وإن كان ذلك لا يعد منه عجببًا لأنه أصل كلامه ومبنى كتابته، فإنه لا يقول إلا خطأ ولا يسطر إلا وهمًا كما تراه في كتابنا هذا من أوله إلى آخره، وفي هذا الحديث من ذهوله الشنيع ووهمه الشيخ وخطائه الفاحش أمور، الأول: أنه ليس المصنف الذي عزاه إلى مسلم، بل الذي عزاه إليه الزركشى في الأصل، نعم المصنف أقره ولم يتعقبه فهو من جملة ذلك متساهل.

الثانى: أن الزركشى عزاه إلى مسلم من حديث أنس لا من حديث النعمان ابن بشير، وسلفه في ذلك الديلمى فإنه الذي عزاه لمسلم عن أنس كما ذكره الحافظ السخاوى وقال: فلينظر.

الثالث: أن مسلمًا لم يخرجه لا من حديث أنس ولا من حديث النعمان والديلمى ومن تبعه واهمون في ذلك.

الرابع: أن النسائى وابن ماجه والحاكم لم يخرجوه من حديث أنس كما يفيده كلام الشارح بل خرجوه من حديث معاوية بن جاهمة السلمى.

الخامس: أن لفظه عندهم وعند غيرهم كأحمد وابن شاهين وابن أبي عاصم وابن عبد البر عن معاوية أنه قال: "يا رسول اللَّه أردت الغزو وجئتك أستشيرك، فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: الزمها، فإن الجنة عند رجلها" (١).


(١) النسائى (٦/ ١١) وابن ماجه (٢/ ٩٣٠، رقم ٢٧٨١) الحاكم (٤/ ١٥١ رقم ٧٢٤٨) أحمد [٣/ ٤٢٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>