أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال:"اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا في شيء فقال لهم على عليه السلام: انطلقوا بنا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما وقفوا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالوا: جئنا يا رسول اللَّه نسألك عن شيء، فقال: إن شئتم فاسألوا وإن شئتم أخبرتكم" فذكر الحديث، وقد سرقه منه بعض الوضاعين.
قال ابن حبان في الضعفاء [١/ ١٤٧]:
ثنا أبو الطيب أحمد بن عبيد اللَّه الدرامى ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار ثنا أبو مصعب ثنا مالك به، ثم قال ابن حبان: موضوع آفته أحمد بن داود.
قلت: أي من جهة روايته عن أبي مصعب عن مالك لا من جهة المتن، فإن الذي وضعه واللَّه أعلم هو عمر بن راشد ثم سرقه منه أحمد بن داود، لأن عمر أقدم منه، على أن الحديث ورد من غير طريقهما معًا كما سيأتى.
وقال ابن عبد البر في التمهيد [٢١/ ٢٠]:
ثنا خلف بن القاسم ثنا إبراهيم بن أحمد الحلبى ثنا أحمد بن داود الحرانى -هو ابن عبد الغفار- به، ثم قال ابن عبد البر: هذا حديث غريب من حديث مالك، وهو حديث حسن لكنه منكر عندهم عن مالك لا يصح عنه، ولا أصل له في حديثه.
وقد حدَّث بهذا الحديث أيضا أبو يونس المدينى عن هارون بن يحيى الحاطبى عن عثمان بن عمر بن خالد بن الزبير عن أبيه عن على بن أبي طالب به، وهذا حديث ضعيف أيضا، وعثمان بن عثمان بن خالد لا أعرفه ولا الراوى عنه.
قلت: وهذا الطريق الذي أشار إليه ابن عبد البر رواه البيهقى في شعب الإيمان [٢/ ٧٤، رقم ١١٩٧]، فقال: