ثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى ابن عقبة عن أبي الزبير عن جابر:"أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: خير ما ركب إليه الرواحل مسجد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومسجد محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-".
قال في الكبير: قال المنذرى بعدما عزاه لابن ماجه: إسناده صحيح، فظاهر صنيع المصنف أن ابن ماجه تفرد بصراجه عن الستة وهو ذهول، فقد عزاه ابن حجر إلى مسلم، وعبارته بعدما عزا خبر "إذا مات ابن آدم" إلى مسلم ما نصه: وله وللنسائى وابن ماجه وابن حبان من طريق أبي قتادة: "خير ما يخلف الرَّجل بعده. . . " إلى آخر ما هنا.
قلت: كل ما تعقب به الشارح المصنف باطل، والعجب أنه نقل عن الحافظ المنذرى اقتصاره في عزو الحديث إلى ابن ماجه، ولكنه لم يتنبه بذلك ولم يكتف به، لأنه ليس فيه بغيته المنشودة، وفيه ما يبين قصور المصنف على ظنه، فانتقل إلى هذا النقل الخطأ الذي وهم فيه الحافظ تبعًا لأصله، فإنه ذكر ذلك في كتاب الرقف من التلخيص الحبير الذي اختصر فيه كتاب ابن الملقن، وتبع فيه كلامه دون تحرير.
فهذا الحديث ما خرجه مسلم ولا النسائى أصلًا بل انفرد به من بين الستة ابن ماجه وحده، وإنما الموجود في صحيح مسلم حديث أبي هريرة:"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث" الحديث.
نعم أخرجه الديلمى في مسند الفردوس من حديث أبي قتادة من طريق النسائى