الاعتذار السخيف، بل الرجل جمع في كتابه كل ما أراد أن يدخله فيه من المرفوع خاصة من الصحيح والحسن والضعيف والواهى والمرسل والمعضل، ولم يشر إلا أنه لا يورد الموضوع فقط، فكل تعقب بعد هذا كقوله: إذ الجمع بينهما أجمع وأمنع من أسخف السخافة، مع أن المصنف قد جمع بينهما وقدم الموصول من حديث على أولًا وعزاه للصحيحين من حديث البراء، وسنن أبي داود من حديث على، فجمع بين الموصول والمرسل بالشرط المعتبر عند أهل الحديث، وهو أن يكون الموصول من جهة من رواه عنه المرسل، فإن محمد بن على الذي أرسل الحديث أرسله من طريق أسلافه عن جده على كما سأذكره، والمصنف ذكره موصولًا من حديث على نفسه.
قال الطوسى في أماليه:
أخبرنا ابن الصلت أخبرنا ابن عقدة أخبرنى عبيدة اللَّه بن على قال: هذا كتاب جدى عبيد اللَّه بن على فقرأت فيه: أخبرنى على بن موسى أبو الحسن عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليه السلام: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قضى بابنة حمزة لخالتها، وقال: الخالة والدة".
فلو كان مع الشارح علم واطلاع لأوصل الحديث من هذا الطريق الذي هو من رواية المرسل نفسه.