قال الشارح: وإسناده ضعيف، خلافًا لقول المؤلف: حسن.
وقال في الكبير: رمز المؤلف لحسنه، وقال البيهقى: ضعيف منقطع، وأقره الذهبى، وقال الحافظ العراقى: في سنده ضعف، وقال ابن حجر: فيه الحجاج بن أرطأة مدلس، وقد اضطرب فيه قتادة، وقال أبو حاتم: هذا خطأ من حجاج أو الراوى.
قلت: الحديث بمجموع طرقه حسن خلافًا لهذيان الشارح، بل سند حجاج على انفراده يحكم بحسنه كثير من الحفاظ، فكيف بانضمامه إلى حديث ابن عباس.
ثم إن قوله أخيرًا: اضطرب فيه قتادة، كلام يضحك منه صغار الولدان، فإنه أسقط من الكلام جملة، وحرف "تارة" بـ "قتادة"، فأتى بعجيبة من العجائب، فاسمع كلام الحافظ، قال في التلخيص:
رواه أحمد والبيهقى من حديث الحجاج بن أرطأة عن أبي المليح بن أسامة عن أَبيه والحجاج مدلس وقد اضطرب فيه، فتارة رواه كذا وتارة رواه بزيادة شداد بن أوس بعد والد أبي المليح، أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم في العلل والطبرانى في الكبير، وتارة رواه عن مكحول عن أبي أيوب أخرجه أحمد، وذكره ابن أبي حاتم في العلل، وحكى عن أبيه أنه خطأ من حجاج أو من الراوى عنه عبد الواحد بن زياد، وقال البيهقى: هو ضعيف منقطع، وقال ابن عبد البر في التمهيد: هذا الحديث يدور على حجاج بن أرطأة وليس ممن يحتج به، قال الحافظ: وله طريق أخرى من غير رواية حجاج، فقد رواه الطبرانى في الكبير والبيهقى من حديث ابن عباس مرفوعًا، وضعفه البيهقى في السنن, وقال في المعرفة: لا يصح رفعه، وهو من رواية الوليد عن ابن ثوبان عن ابن عجلان عن عكرمة عنه، ورواته موثقون إلا أن فيه تدليسًا اهـ. فانظر كلام الحافظ وتأمله واعتبر.