كل يوم أهل الدنيا: دعوا الدنيا، كحديث:"ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وبجنبها ملكان يناديان: اللهم أعط منفقا خلفا. . . " الحديث، فزاد الشارح:"يوم القيامة" فأتى بهذه الأعجوبة المضحكة، ثم مع هذه النادرة الطريفة فيه أيضًا أوهام:
الأول: زيادته أن ابن لال خرجه في مكارم الأخلاق؛ لأنه ظن أن ابن لال ليس له من المؤلفات إلا مكارم الأخلاق، والحديث ليس من موضوع المكارم، ولو كان فيه لعزاه إليه المصنف، وابن لال له مصنفات أخرى منها السنن.
الثانى: سخافته التي لم يمل منها في التعقب على المصنف بأن الحديث في مسند البزار مع أنه عند البزار مصدر بقوله: "ينادى مناد" فموضعه حرف الياء على اصطلاح المصنف في الكتاب.
الثالث: أن الهيثمى عزاه إلى البزار موقوفًا على أنس، ووقع في الترغيب قوله: مرفوعًا، ولم يذكر: قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عادته، فأخشى أن يكون ذكر قوله: مرفوعًا من الناسخ لا من الحافظ المنذرى.
الرابع: أن الذي عزاه إليه المصنف -وهو ابن لال- ليس عنده في سنده هانئ بن المتوكل ولا عنده في أوله:"ينادى مناد"، بل قال ابن لال:
حدثنا أحمد بن يونس ثنا محمد بن أبي هارون ثنا منصور بن الحارث ثنا خالد بن وهب ثنا إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "دعوا. . . " فذكره.