زاد الشارح في الكبير: وكذا القضاعى عن أبي السائب، زاد الشارح أيضًا: قال -يعنى أبا السائب-: "مر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- برجل وهو يساوم صاحبه، فجاءه رجل فقال للمشترى: دعه. . . " فذكره، قال الهيثمى بعد ما عزاه للطبرانى: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، ورواه بهذا اللفظ من هذا الوجه أحمد، ولعل المصنف ذهل عنه، والمصنف رمز لصحة حديث أبي السائب فليحرر، وروى مسلم:"دعوا الناس يرزق اللَّه بعضهم من بعض".
قلت: فيه أوهام، الأول: قوله: وكذا القضاعى عن أبي السائب؛ فإن القضاعى ما خرجه من حديثه، إنما خرجه من حديث جابر بن عبد اللَّه فرواه من طريق الحسن بن صالح عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا:"دعوا الناس يرزق اللَّه بعضهم من بعض"، وقال القضاعى عقبه: مختصر، أى أن الحديث ليس هذا أوله إنما أورده هو مختصرًا.
الثانى: قوله: عن السائب أنه قال: "مر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- برجل. . . " إلخ، لا أصل له في الحديث.
الثالث: قوله: وروى مسلم: "دعوا الناس يرزق. . . " إلخ، يفيد أنه من حديث أبي السائب أيضًا، وإنما رواه مسلم [٢/ ١١٥٧/ ٢٠] من حديث جابر.
الرابع: أنه صريح في أن مسلمًا رواه بذلك اللفظ وليس كذلك، بل أوله عنده:"لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس. . . " الحديث.
الخامس (١): أنه بهذا اللفظ لم يختص به مسلم، بل رواه أيضًا الأربعة: أبو داود [رقم: ٣٤٤٢]، والترمذى [رقم: ١٢٢٣]، والنسائى [٧/ ٢٥٦]، وابن ماجه [رقم: ٢١٧٦]، وكذا الطيالسى والبيهقى [٥/ ٣٤٦ - ٣٤٧] وآخرون.