وهذا أيضا لا يكفى في ترجيح المرسل، فإن الأقدمين ولا سيما ابن المبارك يوردون الأحاديث مرسلة ويختارونها على الموصولة، ومن قرأ كتبهم عرف ذلك ورأى فيها أكثر الأحاديث المخرجة في الصحيحين مخرجة عندهم موسلة من نفس الطرق التي هى منها في الصحيح، بل وربما كانت في الصحيح موصولة من جهتهم أيضا، فيكون الحديث عند البخارى من طريق ابن المبارك موصولا، وهو في كتاب "الزهد" له مرسلا، ويكون عنده كذلك عن أبي نعيم موصولا أو عن إبراهيم بن سعد وهو في جزئه وكتب أبي نعيم مرسلًا اختيارًا منهم للإرسال على الوصل، فلا يرجح قولهم بذلك على من أوصل الحديث واللَّه أعلم.
قلت: هذا حديث موضوع كما حكم به ابن الجوزى والذهبى وأقرهما المصنف واعترف بوضعه، فكان الواجب عدم ذكره في الكتاب المصان عما انفرد به الكذابون والوضاعون، قال الديلمى في مسند الفردوس [١/ ٤٤٩، رقم ١٤٨٧].
أخبرنا البجلى أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمى ثنا ابن حمدان ثنا محمد بن محمد البغدادى ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عبد اللَّه بن صالح -كاتب الليث- ثنا سليم بن عيسى بن نجيح عن سفيان الثورى عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عائشة به.