عنه أحمد بن حنبل، وقال: هو شيخ ثقة مدنى حسن الهيئة فانتفى كونه منكر الحديث، وثانيا: بأن له شاهدا، قال البزار:
حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر ابن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه"، قال إبراهيم: سمعت بعض أهل العلم يفسره، يقول: هو تصغير الأرغفة، قال البزار: لا نعرفه روى متصلا إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن من أسانيد أهل العلم، وفي الطيوريات عن بقية ابن الوليد قال: سألت الأوزاعى ما معنى قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه" قال: صغر الأرغفة اهـ.
فهذا غير ما حكاه الشارح مبهما مجملا، فإن فيه نص البزار على أن حديث أبي الدرداء حسن الإسناد، وثبوت ذلك الحديث عند الأوزاعى أحد الأئمة الكبار من أهل الفقه والحديث، فدل على أن الحديث كان معروف بين أهل الصدر الأول فتداول بينهم، وبذلك لا يكون منكرا موضوعا كما يقول ابن الجوزى.
الخامس: قوله: ومن البين عند أئمة هذا الفن أن الشاهد لا ينجع في الموضوع. . . إلخ، فكذب صراح على أهل الفن وعلى المؤلف، فإنه لا طريق لتقوية الضعيف الواهى ورفع ظن الوضع بالحديث إلا وجود المتابعات والشواهد بإجماع أهل الحديث ولكون هذا من الضروريات لا يحتاج إلى ذكر نصوصهم فيه.