وقال في الصغير: إسناده ضعيف وغايته حسن، وقول المؤلف: صحيح غير حسن.
قلت: فيه أمور:
الأول: أن الحديث صحيح كما قال المصنف، وقد صححه ابن حبان والحاكم وأقره الذهبى وخرجه أبو داود وسكت عليه، إلا أن ألفاظهم مختلفة والسند واحد، فرواه الطبرانى [٧/ ٣٤٨] والحكيم الترمذى في نوادر الأصول من طريق الحسن بن حريث الخزاعى:
ثنا مروان بن معاوية عن هلال بن ميمون الرملى عن يعلى بن شداد عن أبيه مرفوعًا باللفظ المذكور هنا.
ورواه الدولابى في الكنى [١/ ١٣٢] عن النساء عن الحسن بن الحريث بسنده بلفظ: "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم".
ورواه أبو داود [رقم: ٦٥٢] وابن حبان والحاكم [١/ ٢٦٠] والبيهقى [٢/ ٤٣٢] كلهم من طريق قتيبة بن سعيد عن مروان بن معاوية به بهذا اللفظ أيضًا، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبى كما سبق.
الثانى: أن هذا الحديث سبق في حرف "الخاء" بلفظ: "خالفوا"، وكتب عليه الشارح في الصغير: إسناده صحيح اهـ، وهو سند واحد كما ترى.
الثالث: أن يعلى بن شداد وثقه ابن سعد والحاكم وذكره ابن حبان في الثقات واحتج به في صحيحه هو والحاكم، وقال الذهبى: شيخ مشهور محله الصدق، وهذه ألفاظ يحكم لصاحبها بالصحة، فلا أدرى من أين اقتصر به الشارح على الحسن! فإن كان ذلك لما نقله عن الحافظ العراقى من أنه قال: حديث حسن فرأى العراقى لا يلزم أن يكون مقدما على غيره، لا سيما وقد اجتمع على مخالفته ابن حبان والحاكم والذهبى والمصنف، ثم إن هذا البحث