وفي هذا الإطلاق نظر، فإن محمد بن نوح الأصبهانى لا يعرف حاله كما تقدم في ترجمته اهـ.
وقال في ترجمته [٥/ ٤٠٨]: اتهمه القاضى عياض بهذا الحديث رواه عن الطبرانى عن مقدام بن داود عن عبد اللَّه بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "طعام البخيل داء وطعام السخى شفاء" رواه عنه أبو العباس العدرى، وقال القاضى: الحمل فيه على شيخ العدرى أو على المقدام، ولا يلصق الوهم بالمقدام إلا بعد معرفة محمد بن نوح هذا.
قال الحافظ [٥/ ٤٠٨ - ٤٠٩]: وقد تقدم في ترجمة أبي سهل أحمد بن محمد بن شعيب أنه روى هذا المتن عن حسن بن معمر بن زهير عن محمد ابن معمر عن روح بن عبادة عن سفيان الثورى عن مالك، فهذه طريق أخرى لم يقف عليها عياض، ولا ابن القطان اهـ.
قلت: وله طريق ثالث لم يقف عليها الحافظ أيضًا، وهى طريق بكر بن سهل الدمياطى عن عبد اللَّه بن يوسف عن مالك التي أخرجها أبو القاسم التنوخى كما سبق، وأخرجها أيضًا البندهى في شرح المقامات قال:
أخبرنا أبو الضيوف إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم الحريري بتبريز أنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكنانى في كتابه أنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمد المروزى، قدم علينا أنا محمد بن عمرو البصرى أنا أبو الحسن على بن فيدان الطبرى ثنا أبو يعلى عبد المؤمن السنفى ثنا بكر بن سهل الدمياطى ثنا عبد اللَّه بن يوسف التنيسى عن مالك به.
ومع هذه الطرق الثلاثة لا يَتَهَيَّأ الحكم عليه بالبطلان بل هو حديث حسن إن شاء اللَّه تعالى ولابد، فإن بكر بن سهل الدمياطى لا بأس به، وبمتابعة مقدام بن داود، فطريق الثورى لا يقل عن رتبة الحسن، وطريق المقدام الذي خرجه