قال في الكبير: ورواه القضاعى في مسند الشهاب، وقال شارحه: غريب.
قلت: فيه أمور، الأول: أن القضاعى [رقم ٦١٦، ٦١٧، وفتح الوهاب ١/ ٤٣٥، ٤٣٦] خرجه من حديث فضالة بن عبيد لا من حديث أنس.
الثانى: أنه خرجه بلفظ: "طوبى لمن هدى إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به".
الثالث: أنه بهذا اللفظ لم يخرجه القضاعى فقط بل خرجه أيضًا أحمد [٦/ ١٩]، والترمذى [رقم ٤٩٢٣] وابن حبان [إحسان: ٢/ ٤٨٠]، والحاكم [١/ ٣٤ - ٣٥]، وغيرهم، فلا معنى لعزوه للقضاعى وحده.
الرابع: أن المصنف قد ذكره كذلك فيما سيأتى قريبًا فلا معنى لاستدراكه.
الخامس: أن شارح الشهاب أحمق فلا يعتمد عليه إلا جاهل مثله، فإنه يحكم على الأحاديث بهواه لا بالنظر إلى الإسناد فيصحح الموضوع والضعيف ويحسنها ويحكم بالغرابة على المتواتر والمشهور كهذا الحديث، فإنه مشهور اصطلاحا غير غريب لوروده من حديث أنس، ومن حديث فضالة بن عبيد، ومن حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو في صحيح مسلم [١٠٥٤/ ١٢٥]، وسنن الترمذى [رقم ٢٣٤٨]، وابن ماجه [رقم ٤١٣٨] بلفظ: "قد أفلح من رزق كفافا وقنعه اللَّه بما آتاه".