مرزوق، فقوله: هو عباد بن مرزوق تدليس وتلبيس يريد به إخلال الناظر وإتعابه؛ لعدم الإخلاص.
الثانى: وهو من النوادر المضحكات التي يذيل بها على أخبار الحمقى والمغفلين: قوله: وفيه أبو يحيى القتات. . إلخ، فإن الذي في السند: أبو يحيى الثقاب بـ "الثاء" المثلثة ثم القاف ثم الباء الموحدة نسبة لثقب اللؤلؤ والجوهر، والمذكور في الضعفاء: أبو يحيى القتات بالقاف ثم تائين مثناتين، ولو فرضنا أن ذلك تحرف عليه في النسخة، فأبو يحيى القتات ذكر الذهبى في ترجمته: أنه يروى عن التابعين كمجاهد، وعطاء، والذي في سند هذا الحديث رواه عن محمد بن جعفر المدائنى عن حمزة الزيات عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد، فبينه وبين طبقة التابعين ثلاث وسائط، وأيضًا فإن القتات ذكر الذهبى في ترجمته أيضًا: أنه بقى إلى سنة ثلاثين ومائة، والثقاب المذكور في سند هذا الحديث ذكر الخطيب في ترجمته: أنه مات سنة تسع وثلاثمائة، وأنه ولد في سنة أربع ومائتين على ما قال هو عن نفسه يكون قد عاش مائة وخمس سنين، ومع هذا العمر الطويل فإنه ولد بعد القتات بأربع وسبعين سنة، وكل هذا واضح لا خفاء به.
الثالث: أن محمد بن جعفر المدائنى وإن ذكر في الضعفاء فقد وثقه قوم وخرج له مسلم في صحيحه كما ذكره الذهبى في نفس ترجمته من الميزان [٣/ ٤٩٩] فهو من رجال الصحيح.
الرابع: ومع ذلك فهو لم ينفرد به بل توبع عليه، بل ابن شاهين في الترغيب [رقم ٤٥]:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانى أنا الحسن بن عتبة بن عبد الرحمن الكندى أنا بكار بن سعير (١) الفزارى أنا حمزة الزيات به.
(١) هكذا في الأصل، وفي المطبوع من ترغيب ابن شاهين: سفيان.