الناس بأنساب العرب، وأعلم الناس بعربية، وأعلم الناس بشعر، وأعلم الناس بما اختلف فيه العرب، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: العلم ثلاثة وما خلا فهو فضل علم: آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة" قال ابن عبد البر: في إسناد هذا الحديث رجلان لا يحتج بهما وهما سليمان وبقية اهـ.
قال الحافظ: وهذا الباطل لا يحتمله بقية وإن كان مدلسا فإن توبع عليه سليمان احتمل أن يكون بقية دلسه على ابن جريج اهـ.
قلت: لكن المنكر منه القصة التي هي سبب وروده على تلك الصفة، أما المرفوع منه فقد رواه ابن وهب في جامعه قال:
حدثنى هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: "قيل عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما أعلم فلان، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: بم؟ قيل: بأنساب الناس، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: علم لا ينفع، وجهالة لا تضر"، وهذا مرسل صحيح ثم وجدته موصولا من حديث ابن عمر في أمالى أبي القاسم التنوخى قال: حدثنا محمد بن المظفر من لفظه ثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن جعفر التغلبى حدثنا جدى ثنا أبو عامر العقدى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: "سئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الأنساب، فقال: علم لا ينفع وجهل لا يضر"، لكن عبد اللَّه بن جعفر ضعفه الذهبى بالعمدة على المرسل ونفى ابن حزم في الجمهرة [ص ٥] ثبوت هذا الخبر، وقال: إنه باطل ببرهانين، أحدهما: أنه لا يصح من جهة النقل أصلا، وما كان هكذا فحرام على كل ذى فن أن ينسبه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خوف أن يتبوأ مقعده من النار؛ إذ تقول عليه ما لم يقل.
والثانى: أن البرهان قد قام بما ذكرناه آنفا على أن علم النسب علم ينفع وجهل يضر في الدنيا والآخرة، ولا يحل لسلم أن ينسب الباطل المتيقن إلى