من الناسخ أو سبق قلم من المصنف؛ إذ من المستحيل أن يكتب المصنف: مرسلًا ويريد معناها مع كتابته: الحسن بن على، اللهم إلا إن أراد أنه مرسل صحابى، وهو بعيد، فجاء الشارح إلى اسم عليٍّ فحذفه ثم زاد لفظة: البصرى كذبا وافتراء من عنده، ليتسنى له التشنيع، فهل يرضى بمثل هذا إلا ساقط؟!.
ثم إنه قال: في الحديث خديج بن معاوية بـ "الخاء" المعجمة، والواقع أنه حُدَيج بـ "الحاء" المهملة مصغرا وهو من رجال النسائى، قال فيه أحمد: لا أعلم إلا خيرا، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطنى: غلب عليه الوهم، وقال البزار: سئ الحفظ -أي مع صدقه في نفسه- وهذا هو شرط راوى الحسن إذا وردت لحديثه الشواهد والمتابعات وعرف أصل مخرج حديثه، وهذا المعنى الذي فيه هذا الحديث بلغ حد التواتر، فالحديث حسن كما قال المصنف رغما على أنف الجاهل الكذاب.
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وفيه محمد بن عبد اللَّه الأنصارى أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: قال أبو داود: تغير شديدا.
قلت: بل جهلك بالرجال شديد وبالحديث أشد وبقدرك أشد وأشد، فمحمد ابن عبد اللَّه الأنصارى ثقة متفق على إخراج حديثه احتج به البخارى ومسلم في صحيحيهما، وأغرب من هذا أنه لم ينفرد به، بل تابعه فيه متابعة تامة حافظان جليلان مثله وهما: يزيد بن هارون ومروان بن معاوية الفزارى،