قلت: بل ليس من المروءة ولا من الدين الكذب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فهذا حديث منكر باطل موضوع لا أصل له.
٢٩٣٧/ ٧٦٧٢ - "ليسَ منْ أخلاق المؤمنِ التملُّق ولا الحسد إلا فِي طلبِ العلم".
(هب) عن معاذ
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن البيهقى خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل قال: هذا الحديث إنما يروى بإسناد ضعيف، والحسن بن دينار ضعيف بمرة وكذا خصيب بن جحدر هذا لفظه بحروفه، فحذف المصنف له من كلامه غير صواب، ومن ثم حكم ابن الجوزى بوضعه، وتعقبه المؤلف فقعقع عليه وأبرق كعادته ولم يأت بطائل.
قلت: صنيع المصنف لا يدل على ما قلت، بل المصنف رمز للحديث بعلامة الضعيف، وهو بذلك يكتفى عن التصريح في أسماء المخرجين فضلا عن مراتب الحديث، وأنت تعلم أنه لا ينقل كلام المخرجين على الأحاديث ويبدله بالرموز، ومع هذا تكرر كونه لم يفعل صوابا بحذف كلام المخرج عند كل حديث لا بارك اللَّه فيك ولا في أمثالك وقد فعل والحمد للَّه فأخزاك وجعلك عبرة للعالمين، بحيث لم يجعل في هذه الأمة أكثر خطأ ولا أفحش غلطا منك، فالمؤلف ما أثبت هذا الحديث ولا ادعى صحته حتى يقول: إنه قعقع وأبرق وما أتى بطائل، بل غايته أن ابن الجوزى ذكر هذا الحديث [١/ ٢١٩] من حديث معاذ وأعله بالخصيب، ومن حديث أبي أمامة وأعله بعمر بن موسى الوجيهى، ومن حديث أبي هريرة وأعله بمحمد بن عبد اللَّه بن علاثة، ونقل عن ابن حبان أنه قال: يروى الموضوعات عن الثقات، فناقشه المؤلف في هذا الطريق الأخير من جهة تعليله بابن علاثة وقال: إنه روى له أبو داود والنسائى وابن ماجه ووثقه ابن معين، وقال ابن سعد: ثقة